Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الفقه الافتراضي وتطبيقاته على النوازل المعاصرة

الفقه الافتراضي وتطبيقاته على النوازل المعاصرة إن البحث في موضوع الفقه الافتراضي ذو آفاق واسعة، تتجسد من خلال ما يرمي إليه من أبعاد كثيرة، أذكر منها مايلي:
أولا: توجيه مباحث الفقه الافتراضي لأداء وظيفة واحدة، تتمثل في جعل الاجتهاد الفقهي يسعى الى تنزيل الأحكام الشرعية تنزيلا سليما على أحداث الواقع ومستجداته، وذلك حتى نتمكن من تحقيق مقاصد الشرع.

ثانيا: ربط موضوع الفقه الافتراضي بالدراسات التي تعنى بعلم المستقبليات، وهو علم اتجه إليه الغرب علما أن ديننا كله قائم على اعتبار المستقبل، فعلوم الآخرة ليست من الواقع، ونصف حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن علم آخر الزمان، وهو علمٌ وشأنٌ مستقبليٍ. وهذه كلها يقينيات مستقبلية لاتوجد إلا في ديننا الحنيف فإن قام عليها الافتـراض معتمدا القيـاس المعقول، فإنه حتما سيحقق قفزة نوعية في علم المستقبليات.
ثالثا: إبراز مدى الحاجة إلى العمل بالفقه الافتراضي لمواكبة العصر، ومسايرة التقدم العلمي الحديث.

إن الفقه الافتراضي في مواكبته للمستجدات يضمن تطور الاجتهاد حتى يشمل آفاق مستقبلية جديدة. فالعالَم الآن يسير نحو فكرة الانتقال عبر الأثير، والتخلي عن وسائط وسائل النقل، باعتماد تقنية التحلل في الأثير، وهي نظريا فكرة سليمة أدافع عنها وأقول أن الكون بقوانينه الإلهية مهيأ لهذا الأمر، وعلى الفقيه المجتهد أن يواكب هذا المستجد التوقعي بالطرح الافتراضي الذي يلزمه.

فهل يُعتبر الانتقال عبر الأثير بدون وسيلة نقل سفر ؟ وهل تشمله أحكام السفر في كل ما يتعلق بالصيام والصلاة وغيرها ؟ فقد يكون الإنسان في بلاد فيها الغروب ويعود إلى بلاد فيها الشروق في نفس الوقت بل في ثوانٍ فقط ؟ ولست أقصد الانتقال الصوتي أو انتقال الصورة فهذا واقع متجاوزالآن عبر تكنولوجيا الاتصال السمعي البصري، وكلنا يستعمـل هذه التقنية الآن. لكني أقصد الانتقال الجسدي الكلي من مكان إلى مكان في ثوانٍ وبدون وسائل النقل الحالية، عن طريق التحلل عبر الأثير.
فإلى أي حد سيتجاوب الفقيه المجتهد مع هذه التقنية؟ وماهي الافتراضات الممكن طرحها إذا تحققت؟.

وشخصيا أرجح إمكانية وقوعها بنسبة عالية، لأن الكون مهيأ لوقوع هذه النقلة النوعية التي ستحقق أكبر إنجاز في تاريخ البشرية.
إسلامنا | المصدر: الدكتور صلاح الدين خلوق | تاريخ النشر : الثلاثاء 21 يناير 2014
أحدث الأخبار (إسلامنا)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com